التايكوندو هو اسم لفن قتالي يعود في الاصل الى كوريا ، بحيث مر على عدة مراحل بداية من استعماله للبقاء والدفاع عن النفس وصولاً به الى رياضية اولمبية عالمية لها مبادئها وقوانينها . تتميز بصياغه فريده لمجموعه من المعارف والعلوم والابحاث والتي تهدف لرفع قدرات الممارسين لتحقيق الامتياز في حالة الفرد الصحية والعقلية والنفسية .
من الصعب جداً التحديد الدقيق لأصل وتاريخ التايكوندو ولكن من خلال ماتنص عليه الشواهد والتواريخ لعدة مراجع يتضح ان التايكوندو مر على ثلاث مراحل؛ أوقات قديمة(أصل التايكوندو ) ، عصور وسطى، أعمار حديثة وأوقات حاضرة.
1/ أصل التايكوندو
في العصور البدائية، بدأ الناس يطورون مهاراتهم الشخصية في المعارك من أجل الحصول على طعامهم وحماية أنفسهم من الأعداء.
لذلك، كان عليهم أن يكتشفوا بعض الأسلحة للدفاع عن أنفسهم، وعلى الرغم من استعمالهم لهذه الأسلحة، فإنهم لم يتوقفوا أبدا عن بذل جهودهم لتطوير أجسامهم وفكرهم عن طريق بعض الطقوس.
مارس الكوريون الأوائل الذين استقروا بعدة قبائل بكوريا كثيرا من الألعاب والأنشطة الرياضية، وقد تطورت هذه التظاهرات والأنشطة تدريجيا إلى تمرينات للاعتناء بالصحة، وتطوير المهارات الحربية، غير أن طول تجربة القدامى في الدفاع عن أنفسهم ضد هجمات الحيوانات – إضافة إلى تقليدهم للوضع الدفاعي أو الهجومي عند الحيوان – دفعهم تدريجيا إلى تطوير مهاراتهم الشخصية، باستعمالهم لأيديهم عند العراك، هكذا ظهر الشكل الأول للتايكيون، وهو إسم قديم للتايكوندو
|
كوجوريو "صونباي" والتايكيون |
يمكن إرجاع أصل التايكوندو إلى عهد مملكة كوجوريو التي أنشئت سنة 37 ق.م، ويظهر ذلك من خلال بعض الرسومات الحائطية التي بقيت منذ ذلك العهد والتي تبين بعض المشاهد لمزاولة التايكيون.
وقد اكتشف عن طريق الحفريات سنة 1935 قبران علهما رسوم تدل على قدم هذه الرياضة، وهما قبرا الملكين ميونغ وكاشو شونغ، وقد وضعا في تانغ كو الواقعة في مدينة في منشوريا بالصين، وفي مدينة هواندو التي كانت عاصمة لكوجوريو.
ولازال سقف ميونغ يحمل رسما لرجلين يواجه أحدهما الآخر في حركة للتايكوندو، بينما نجد اللوحة الحائطية لكاشو شونغ تبين رجلين يتصارعان، ويعلق المؤرخ الياباني تايشي صايطو في كتابه "دراسة الثقافة في كوريا القديمة" على هاتين اللوحتين بقوله:
إن اللوحة تبين لنا أحد الأمرين : إما أن الشخص المدفون في القبر كان يمارس رياضة التايكوندو في حياته، وإما أنها تدل على أن الناس كانوا يمارسون هذه الرياضة إلى جانب الرقص والغناء لأجل مواساة الميت.
ويرجع تاريخ هذين القبرين على فترة ما بين القرن الثالث قبل الميلاد إلى سنة 427 ميلادية، وعندما كان المؤرخون يعتقدون أن هواندو ظلت عاصمة لكوجوريو، وبذلك يمكن القول أن أهل كوجوريو بدءوا مزاولة رياضة التايكوندو خلال هذه الفترة.
2/ التايكوندو في العصور الوسطى
عرفت مملكة سيلا أيضا ممارسة التايكوندو، وسيلا هذه، مملكة أنشئت في الجهة الجنوبية الشرقية من كوريا، حيث وجدت صورتان بوديتان لبرج كهكان العظيم بمعبد يولكو كسا وهما يواجه أحدهما الآخر.
يعتقد البعض أن أصل رياضة التايكوندو الكورية يرجع إلى الكونغ فو الصيني للدفاع عن النفس، أما إحدى الوثائق الصينية فإنها تقول إن الفن الصيني قد جاء كتمرين جسماني علمه البوذي سان دارمبا لرهبان برج هسيولين ببلاد تونغ بونغ، مدينة هونان في الصين. وسان دارمبا هذا، هو أحد كبار الكهان البوذيين الهندوس، جاء إلى الصين سنة 520م، قضى 9 سنوات بمعبد هسيولين لتقديم فن الدفاع عن النفس. لكن إذا تذكرنا أن اللوحات الحائطية للتايكوندو في القبور القديمة لكوجوريو يرجع تاريخها إلى ما بين القرن 3 ق.م. و427م، فإنه لا يمكن القول بأن أصل التايكوندو الكوري يرجع إلى الكونغ فو الصيني.
إضافة إلى ذلك، لم يكن هناك تسجيل تاريخي عند ظهور الكراطي الياباني المعادل للتايكوندو وكفن للدفاع عن النفس، وهناك تفسيران :
أن أحد الصينيين المسمى شين يام يين الذي عاش في أواخر عهد ميونغ، تجنس بجنسية يابانية فأدخل الكونغ فو الصيني.
إن الكراطي ليس إلا شكلا مبتكرا لأوكيناوا رغم أن أوكيناوا لم يكن معروفا في البداية، ولطي نبين أصل أوكيناوا، علينا أن نعتمد على التسجيل لتشو صان وهو إسم آخر ل (يـي) الذي يقول : إن مبعوثين أو رسل لجزيرة رانكيو، قاموا بزيارات متتالية لضم الجزيرة إلى ملوك تشو صان، في حين، أن سوباك في كوريا (وهو أسم قديم للتايكوندو) حاز على شعبية كبيرة، وهكذا، فإن مبعوثي أوكيناوا تعلموا اللعبة وقدموها لشعبهم، هذه الطريقة ليست عسيرة على الفهم إذا ما تذكرنا أن لعبة سي زان الكورية قد أخذها شعب أوكيناوا من كوريا، من
هنا، يمكن استخلاص النتيجة التالية: إن الكراطي الياباني بدوره، قد أخذ من تايكيون، أو سوباك الذي يعد الشكل الأولي للتايكوندو.
لقد نال التايكوندو شعبية واسعة بعد حكم كوجوريو وسيلا خلال العهد الكوري الذي انبثق في سنة 918 ق.م. واستمر 475 سنة عبر حكم يـي.
سوباك في فترة الحكم الكوري ويـي
في تاريخ كوريو، لم يطبق التايكوندو الذي اصطلح عليه إسم سوباك كنشاط رياضي وتمرين صحي فقط، بل مورس كفن من فنون الحرب، وبين أيدينا بعض النسخ التاريخية التي كانت في عهد كوريو تبرهن على مدى شعبية التايكوندو، وهي:
أعجب الملك إيجونغ بامتياز يـي في سوباك فرقاه من تي جونغ (صف عسكري) إلى ييول شانغ ظهر الملك سانغ تشان وشاهد مباريات سوباك شاهد الملك مباراة سوباك بقصر هوا بي جاء الملك مام وشاهد مباراة سوباك
ثم إن هذه التسجيلات تبين لنا أن سوباك كان يمارس كرياضة منظمة للمتفرجين خلال حكم كوريو.
ويعتقد أيضا أن سوباك وصل قمة شهرته خلال حكم الملك أيجونغ بين 147و170م، هذه الفترة تزامن الحقبة التاريخية لعهد سانغ ومينغ الصينيين عندما اشتهر الكونغ فو شهرة واسعة وبعد أن تطور إلى نظامين (نيركيا ويركيا) وهذان النظامان يختلفان في كون أحدهما يعتمد على الدفاع، بينما يرتكز الآخر على الهجوم.
والجدير بالاهتمام أن التايكوندو ليس من اصل كوري محض، لكنه استطاع أن يتكور ويستقل بذاته عبر التاريخ الطويل لكوريا.
3/ التايكوندو في العصر الحديث
بمرور الوقت أصبح التايكوندو الرياضة الشعبية أولى بكوريا، خاصة بعد أن تطوع 700 جندي من ممارسيها لمواجهة الغزاة ونجحوا في ذلك. وقد أدخلت هذه الرياضة ضمن مواد الامتحان لولوج المؤسسات العسكرية. وبعد قيام الجمهورية الكورية في سنة 1948، اهتم الكوريون بإحياء رياضتهم الشعبية الأولى، وبدأ التايكوندو ينمو ويتقدم حيث أدخلت عليه تحسينات فنية ناجحة للدفاع عن النفس.
وفي 11 أبريل 1955 تأسست رياضة التايكوندو في شكلها الفني الحالي على يد الجنرال شوي هونغ هي الذي قام بوضع مبادئها الأساسية بعد بحث مضن وتجارب ودراسات معمقة، حيث خصص جل حياته لتطوير التايكوندو وجعله رياضة قتالية عالمية. وفي سنة 1958 أخرج أول إصداراته عن هذه الرياضة، كما ترأس خلال عقدي الخمسينات والستينات عدة تظاهرات وجولات في دول أخرى حضي فيها بتشريف مهم.
في سنة 1972 اجتمعت مختلف مدارس التايكوندو وكونت مركزا في سيئول سمي كوكيوان Kukkiwon بمعنى القصر الوطني للرياضات. وفي سنة 1973 تأسست الجامعة العالمية للتايكوندو World Taekwondo Federation تحت رئاسة الدكتور كيم أون يونغ التي انضمت إليها أكثر من 120 دولة في العالم، مما أدى إلى إنشاء مجموعة من المؤسسات الرياضية بأوربا، الشيء الذي ساعد على شيوع وانتشار هذه الرياضة وكذا شهرة مؤسسها.
وفي سنة 1980 قام الجنرال شوي هونغ هي بإصدار موسوعة في 25 مجلدا يهدف فيها إلى الجمع والمحافظة على معاريف وخصائص رياضة التايكوندو التي أسسها.
وهكذا حافظت رياضة التايكوندو على وجودها وشعبيتها إلى يومنا هذا، حيث أصبحت لعبة لها قواعدها وبطولاتها، مما جعلها محبوبة لدى الكل سواء كانوا أطفالا أو نساء أو رجالا، أضف إلى ذلك أن الدراسات العلمية والتقنيات الفعالة التي استحدثها الجنرال شوي هونغ هي والتقنيين الذين جاءوا من بعده أضحت مرجا مختارا لبعض الرياضات الأخرى.
ولقد حققت رياضة التايكوندو مكسبا مهما حين استطاعت أن تصبح رياضة أولمبية رسمية في الألعاب الأولمبية لسنة 2000 التي جرت بمدينة سيدني الأسترالية، بعد أن كانت استعراضية في الأولمبياد السابقة التي احتضنتها كل من مدينة سيئول الكورية وبرشلونة الإسبانية وأطلنطا الأمريكية.
تواريخ مهمة في رياضة التايكوندو
1971- ترشيحه كفن الدفاع القومي في كوريا
1972- تم تأسيس KUKKIWON كمقر للتايكوند. كما أنها أيضا مقر للعديد من بطولات التايكوند.
1973 – تم تأسيس اتحاد التايكوند العالمي WTF.
1973- تم تنظيم بطولة العالم للتايكوند نصف السنوية
1974- تم تقديم التايكوند للألعاب الأسيوية كحدث رسمي
1975- تم قبول التايكوند كرياضية رسمية من قبل اتحاد الهواة الرياضيين الأمريكي
1975- تم تقديم التايكوند للرابطة العامة لاتحادات الألعاب الرياضية الدولية
1976- تم تبني التايكوند كحدث رياضي رسمي من قبل المجلس الدولي للألعاب الرياضية العسكرية
1979- تم اختيار رئيس الاتحاد الدولي للتايكوند كرئيس الاتحاد الدولي للألعاب الرياضية غير الأولمبية.
1980 – أصبح الأتحاد الدولي للتايكوند رابطة أوليمبية دولية مما جعل رياضة التايكوند كرياضة أولمبية
1981 – أصبح التايكوند حدثا رسميا في الألعاب العالمية
1986 – أصبح التايكوند حدثا رسميا في ألعاب عموم أمريكا
2000- أصبح التايكوند حدثا رسميا في ألعاب سيدني الأولمبية